أبدأ البحث

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

 قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس
قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

 

تعتبر قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس واحدة من أشهر القلاع الموجودة في تركيا، وهي تتمتع بتاريخ عريق منذ بناها البيزنطيين، وجددها فرسان المعبد، قبل أن يدخلها صلاح الدين، فما هي هذه القلعة العريقة وما دورها في الأحداث التاريخية التي مرت بمنطقة البحر الأبيض المتوسط منذ القرن العاشر الميلادي.. هذا ما سنتعرف عليه الآن.

 

متى تم بناء قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس؟

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

تم بناء قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس في القرن العاشر الميلادي وتحديدا عام 965م على يد الإمبراطور البيزنطي نقفور الثاني فوكس لتحرس الطريق الاستراتيجي إلى انطاكية والمدخل الجنوبي لممر بيلين والمعروف أيضا باسم البوابات السورية عبر جبال النور أو جبال الأمانوس.

ربما يهمك أيضًا

نصب جورجيا الغامض

مسجد الست لولا 

لماذا تم إطلاق اسم قلعة فرسان المعبد عليها؟

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

في الحقيقة انتقلت ملكية القلعة عبر تاريخها من حاكم إلى آخر ولكن كان لفرسان الهيكل أو فرسان المعبد الكثير من السلطة والسيطرة عليها نظرا لموقعها المميز بين تركيا وسوريا وقربها من القدس ايضا.

وفرسان الهيكل كان أقوى تنظيم عسكري يعتنق الفكر المسيحي الغربي في القرن العاشر الميلادي، وازداد نفوذهم قوة بعد تصديق الكنيسة الكاثوليكية على أعمالهم واتفاقها معهم.

 ولعبوا دورا كبيرا في الحملات الصليبية المختلفة التي هاجمت بلاد الشرق في حروب ظاهرها الدفاع عن بيت المقدس وباطنها الاستيلاء على ثروات الشرق الغني والغامض.

 

كيف تمت سيطرة فرسان الهيكل على القلعة؟

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

كما ذكرنا فإن القلعة ليست من بناء فرسان الهيكل انفسهم ولكن بٌنيت على يد البيزنطيين، ولكنها سثطت عام 1108 في يد إمارة إنطاكية والتي كانت إحدى الدول الصليبية خلال الحملة الصليبية الأولى، وفي وقت ما من القرن الـ12 انتقلت ملكية القلعة رسميا إلى فرسان المعبد وذلك عام 1153.

إلا أنها سُلبت منهم على يد بارون ارميني متمرد عام 1171، إلا أنها لم تستمر في حوزته كثيرا واستعادها الفرسان من جديد عام 1175، حتى استولى عليها صلاح الدين الأيوبي عام 1188، ليقوم بتفكيكها لمنع جيش كبير للامبراطور الروماني فريدريك الأول بربروسا من الاستيلاء عليها.

وفي عام 1191 استولى ليو الثاني أمير قيلقيا الأرمينية على القلعة والتي كانت تضررت بشدة في ذلك الوقت وأعاد بناءها من جديد ليثور الصراع عليها مرة أخرى بينه وبين فرسان الهيكل، وبعد الكثير من المفاوضات انضمت من جديد تحت لواء الفرسان.

ربما يهمك أيضًا

معالم سياحية نادرة في مصر

أماكن سياحية ملعونة 

لماذا تم هجر قلعة فرسان الهيكل؟

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

منذ القرن الـ17 تم هجر قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس تماما لتتحول بالتدريج إلى أطلال، فقد ارتبطت قوة فرسان الهيكل بالحروب الصليبية، ومع الهزائم المتكررة التي تعرضوا لها على يد المماليك والعرب انحسر نفوذهم إلى حد كبير.

وبدأت الكثير من الأقاويل تنتشر حولهم بخصوص اجتماعاتهم السرية وطقوسهم العجيبة التي زادت من تراجع قوتهم وبالتالي هدم أي شيء مرتبط بهم رغم بنائهم للكثير من القلاع في البلاد التي دخلوها لتوطيد سيطرتهم.

وكانت الضربة الكبرى التي تم توجيهها إلى قلعة بغراس أو قلعة فرسان الهيكل تلك التي تمت خوفا من الأمير المملوكي بيبرس، حيث فقدت حامية تمبلار الصغيرة في قلعة باغراس قلبها وتم تدمير القلعة قبل التخلي عنها، ليستولي عليها بيبرس ويعيد بنائها، ثم يتم هجرها تماما في القرن الـ17.

 

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس كمزار تاريخي وطبيعي

قلعة فرسان الهيكل في جبال الأمانوس

والآن تعتبر القلعة والجبال واحدة من أشهر المزارات التاريخية في كل من سوريا وتركيا على حد سواء، فهي تقع على الحدود بين البلدين، وتتمتع بطبيعة ساحرة للغاية، كما أن القلعة نفسها بها الكثير من الممرات السرية أسفل الأرض والتي يعتبر المشي فهيا متعة لا شك بها لهواة المغامرة والاستكشاف.