أبدأ البحث

ترانسلفانيا

 ترانسلفانيا
 ترانسلفانيا
 

ترانسلفانيا و ھي واحدة من الامارات الثلاث التي ساھمت بتشكيل رومانيا الحالية كبلد, و كان ذلك في الأول من ديسمبر من عام 1918 حيث نجحت ترانسلفانيا بالاتحاد مع باقي امارات رومانيا و ذلك بفض الجھود المشتركة لجميع الرومانيين في ترانسلفانيا و جميع أنحاء المملكة أنداك, و ھذا الانتصار العظيم للرومانيين لم يكن بالأمر السھل تحقيقه و خاصة أنه و عبر القرون كان على الشعب الروماني تحمل و مقاومة الجشع و النفوذ و الضغط الكبير الذي كانت تمارسه القوى الكبرى الثلاث المحيطة بالوطن الأم للرومانيين: العثمانيين و روسيا القيصرية و النمسا-ھنغاريا.

و ھذه الأرض تحمل العديد من الأسماء, و ذلك لأن الشعوب التي عاشت فيھا كانت من خلفيات قومية و عرقية مختلفة, رومانيون, ھنغاريون, جيرمان, و غيرھم عاشوا في ھذه الأرض لقرون عدة, و كل منھم قد ترك بصماته على تاريخ و تراث ترانسلفانيا, و ھذا ساھم في اغنائھا. 

و اسم ترانسلفانيا اذا ترجم من اللغة اللاتينية يعني: "ما وراء الغابة", و أول وثيقة ذكرت ھذا الاسم فعليا كانت وثيقة لاتينية من القرون الوسطى عام 1075 فالرومانيون يدعونھا: ترانسلفانيا ،و الھنغاريون يدعونھا إردلي ، و الالمان يدعونها زيبنبرجن ھذا الاسم الأخير يعني: القلاع السبع, وھو يشير الى المدن الجرمانية السبعة المحصنة و التي بنيت في وقت من الأوقات من بدايات القرن الثالث عشر من قبل الفرسان الجرمان و السكسونيين الذين تم استدعائھم من قبل الملك الھنغاري لعزيز الحدود الجنوبية الشرقية للمملكة, و بالتالي تعزيز التبادل التجاري و الصناعات و احراز تقدم اقتصادي, و قد جرت تطوير ذلك على مر السنين مما أعطى ھذه الأرض السمعة الجيدة التي جعلت منھا, وكما يحب الرومانيون ان يسموھا جبين الأمة  .

التاريخ ھذه القلاع يمكن تتبعه حتى يومنا ھذا, حيث شكلت ھذه القلاع العمود الفقري لما يسمى اليوم ترانسلفانيا : كونستانزا و سيغيشوار و ميدياش و سيبو .

و من الشائع أن يشار لھذه المدن باستخدام إما الاسم الجرماني أو الروماني, و يعود الفضل في استمراريتھا التاريخية و احتفاظھا بنفحات القرون الوسطى حتى الأن ھو أنھا من أكثر المواقع التي تم المحافظة عليھا و حمايتھا في البلاد.

و قد تم اعلان كل من سيغيشوارا و سيبيو على وجه الخصوص بأنھما مواقع للتراث العالمي, و تعتبر سيغيشوارا من أھم القلاع التي تم المحافظة عليھا في ھذا الجزء من أوروبا, أما سيبيو فقد تم اعلانھا عاصمة للثقافة العالمية مع لوكسمبورغ, و التكريم الكبير الذي لم يمنح, لم يكن من أجل التنوع الثقافي الغني و المدھش و الذي ھو سمة ترانسلفانيا ككل. 

و يقال أن معظم ھضبة ترانسلفانيا كانت مرة مغطاة بغابة كثيفة من الأشجار التي تبدو منيعة من الاختراق على أي مغامر يجرؤ على اجتيازھا, وھناك الكثير من الأساطير التي تتحدث عن التنانين و مخلوقات أخرى اسطورية تعج في ھذه المناطق النائية من الغابات و جبال الكاربات الغربية, و كذلك مصاصي الدماء الذين يبحثون عن الدماء و أشباح الموتى الذين يسكنون أطلال القلاع والحصون القديمة و القرى المھجورة على حد سواء.  

ھذا المكان ليس فقط للتاريخ و التقاليد, أو حتى للثقافة, مع العلم أنه لأجل ھذه العناصر لوحدھا فقط تستحق الزيارة, و لكنھا مسرحا للخرافة و الاسطورة , مكان لكل ما ھو قديم مقابل ما ھو جديد, الحقيقة مقابل الخيال, المجرد و الملموس, مكان يتحرر فيه العقل من تشنج ھذه الأيام, أقول ھذا لأنه يكفي ان تصعد الى جبال ترانسلفانيا و تمر بغاباتھا المظلمة و التي تتماھى مع الحياة حتى تنتابك ھذه القشعريرة التي تسري الى أسفل عمودك الفقري, فليس من المستغرب أن ترى دبا يختفي بين الأوراق الخضراء لدى خروجك من أحد المطاعم بعد العشاء, أو تسمع عواء الذئاب ليلا عندما يكون القمر بدر و اكبر من حجمه المعتاد و ضارب الى الحمرة لسبب مجھول, أو قد تسمع بقصة محلية عن روح ھائمة لنجار و كيف أنھم حاولوا استخراج جسد ھذا النجار من قبره و غرز وتد خشبي في قلبه حتى تھدأ روحه, و قد يصيبك الاضطراب لدى سماعك أن قلعة بران ھي قلعة دراكولا, و لكن للعلم فإن فلاد تيبس قضى ليلة واحدة فقط من حياته في ھذه القلعة, و لنضع ھذه الحقائق التاريخية و الاعتبارات الشخصية جانبا, فعلى المرء ألا يغفل عن حقيقة أن ترانسلفانيا ھي المكان الذي لا تستبعد حدوث أي شيء, مكان لا وجود للمستحيلات فيه, و الناس ھناك يعرفون ذلك جيدا, فكثير من الأفكار, على الرغم من كونھا أوھام أحيانا, قد تحققت, و ھذا يقودنا الى التساؤل: أليس من الممكن أنه لأشياء تبدو بعيدة الاحتمال أن تكون حقيقة, أمن الممكن أن يكون ذلك وراء اختيار الكاتب برام ستوكر لترانسلفانيا لتكون مسرحا لأحداث قصته دراكولا مع انه لم يراھا في كل حياته؟! أمن المعقول أن يتجاوز سحر ترانسلفانيا كل ھذه المسافات و يثير اعجاب حتى من لا يعرفون أين تقع رومانيا على الخريطة؟ و الجواب ھو: نعم ! 

فلماذا لا تأتي لترى بعينيك سحر ترانسلفانيا؟ على كل الأحوال لابد لك من أن تأتي لتعيش التجربة .... و ترى بنفسك.