تقع سلسلة جبال الهملايا على حدود ثلاث دول و هم : التبت و نيبال و شمال الهند ، وبسبب إرتفاع جبل إفرست الشاهق تغطيه طبقات من الثلوج عدا قممه و حوافه بسبب شدة الرياح التي تهب عليها ، درجة الحرارة على قمة إفرست هي ست وثلاثون درجة تحت الصفر في الشتاء و تسع عشر درجة تحت الصفر ، وبالرغم من عدم ملائمة الظروف الجوية و المناخية لأي شكل من أشكال الحياة أكتشف المتسلقين وجود أعداد قليلة من الطيور، و بعض الجنادب التي لم تسمى بعد ، و كثير من العناكب القافزة المعروفة بعناكب الهيملايا ، والتي تكون مختبئة عادةً في الزوايا و الشقوق على سفح جبل إفرست ، وتتغذى على الحشرات الصغيرة التي تحملها الرياح ، و تعتبر من المخلوقات الأرضية القليلة التي تعيش على علو 6700 متر .
يعتبر قمة إفرست أعلى جبل على سطح الأرض حيث يبلغ إرتفاعه 8848 متراً , و بالرغم من ذلك يأتي جبل ماوناكيا وهو بركان نشط يوجد بجزر الهاواي يحمل الرقم القياسي كأطول جبل في العالم ، قد لا يصل إرتفاع ماوناكيا إلى 4205 متر على مستوى سطح البحر ، ولكنه يمتد إلى 6000 متر تحت سطح الماء ، فإذا قمنا بقياس جبل ماوناكيا بداية من قاعدته تحت سطح الماء إلى قمته فيبلغ إرتفاعه الكلي 10200 متر تقريباً ، مما يجعله أكثر إرتفاعا من إفرست بما يقرب الميل .
أشتهر جبل إفرست بأسماء مختلفة قبل وقتنا الحالي ، فقد سمي بالجبل الهندي ، و الذروة الخامس عشر ، و يسميه الشعب النيبالي ب"ساجارماثا" و يعني الجبهة في السماء ، ولايزال مواطني التبت يسمونه باسمه القديم "تشومولانغما" و يعني بلغة التبت آلهة أم الجبال، عندما فشل البريطاني "أندرو وو" في إيجاد أسم مشترك للجبل سماه تيمنا بالباحث "جورج إفرست" عام 1865م الذي وصفه بأعلى جبل في العالم و أعلى قمة في قارة آسيا و الاول في ترتيب قمم الجبال السبعة .
قد شهدت عشرينيات القرن العشرين إقبالا من المتسلقين من جميع أنحاء العالم الذين رغبوا في الوصول للقمة الأعلى ، و لم تنجح عدة محاولات بسبب وعورة الجبل ، و بمجرد أن سمحت دولة نيبال بالصعود إلى قمة الجبل من جهتها الشرقية التي تعد أقل خطورة فقد قام المتسلقان "أدموند هيلاري" و "وتنزينج نورجاي" بتسلق الجبل و نجحوا في الوصول للقمة وذلك في عام 1953م ، تلاهما المجموعة الثانية المكونة من "أرنست شميد" و "يورغ مارميت" اللذان وصلا إلى قمة إفرست بواسطة حبل تسلق خاص ، ثم توالت سلسلة من النجاحات و محاولات صعود عديدة ولكن العام الوحيد الذي خلا من المحاولات هو 1974م , وشهد عام 1996 سلسة من الحوادث المميتة بلغت مائتي ضحية ، فأخطر منطقة يصل اليها المتسلقين هي جزء من الجبل يسمى "كومبر أيس فول" .
أكبر متسلق نجح في الوصول إلى القمة هو الياباني "يوشيرو ميورا" البالغ من العمر ثمانين عاماً ، أما أصغر المتسلقين فيبلغ من العمر ثلاثة عشرة عاماً وهو الأمريكي "جوردان روميو" ،وأحتل النيبالي "آبا شيربا" المرتبة الأولى في عدد المحاولات الناجحة البالغ عددها 21 محاولة ، وللعرب حظ وافر من هذا الأمر فقد تمكن المصري "عمر سمرة" من تسلق قمة أفرست ليصبح بذك أول مصرى وعربى يتسلق قمة هذا الجبل ، ونجحت المغامرة الفلسطينية "سوزان الهوبي" في الوصول للقمة عام 2014م وتصبح بذلك أول امرأة عربية تتسلق إفرست .