أبدأ البحث

تجربة بجد.. ثلاث خطوات خاطئة وتشتري الحشيش في كازا

 تجربة بجد.. ثلاث خطوات خاطئة وتشتري الحشيش في كازا
 ثلاث خطوات خاطئة وتشتري الحشيش في كازا

 

عندما يفكر الغربيون في تصوير أفلام تدور في العالم العربي فإنهم يفكرون في المغرب، حيث مازالت الكثير من المعالم والشوارع محتفظة بطابعها القديم، في الوقت نفسه فإن القرب المساحي والتاريخي بين المغرب واسبانيا/الأندلس القديم قد أعطاها عبق خاص لا يمكن أن تتجاهله.

 

لذا وكواحدة تعشق الطابع المعماري العربي، وتهيم عشقًا بالعمارة والفنون الأندلسية، كان يجب أن أزور المغرب، خاصة وأن أسعارها معقولة للغاية ولن تكون الرحلة شديدة التكلفة.

 

تأشيرة المغرب ناس ذوق ذوق ذوق الصراحة

 

من ألطف البلاد التي ستحصل على تأشيرتك منها هي المغرب، فببساطة اتصلت بالسفارة لأعرف أيام التقديم للحصول على التأشيرة، كان معي جواز سفري وصورتي حجم 4 X  6 وجواب من العمل وكذلك كشف حساب بنكي يثبت حركة الحساب ولا يشترط وجود مبلغ محدد به، عندما وصلت للسفارة لم أدخل من الأساس، فمن الشباك الخارجي تسلمت نسختين من الطلب وجلست في الخارج على الرصيف لأملئ الاستمارات، بالطبع أذكرك أن يكون معك قلمك الخاص لأنك بصعوبة ستستطيع أن تجد قلم لتعبئة الاستمارة، بعد تعبئة الاستمارتين بدقة تلحق بهما الصور، وتسلمهم مع جواز السفر في نفس الشباك، مع دفع مبلغ 150ج تقريبًا، سيتم إعطائك رقم وميعاد استلام الجواز فيما يقارب أسبوعين، وهكذا بعد أسبوعين عندما وقفت أمام الشباك لأحدد رقم الطلب استلمت الجواز تزينه تأشيرة الدخول للمغرب، وهكذا كانت كازابلانكا في انتظاري.

 

مطار محمد الخامس صغير وهادئ

 

أقلم نفسك على فترة طيران طويلة تزيد عن 5 ساعات في الرحلة، فعلى عكس أوروبا، فإن المغرب في أقصى الغرب وهي الدولة الأخيرة في الخط الغربي حيث تطل مباشرة على المحيط، وبعد الهبوط فعلى عكس المطارات الضخمة التي يمكنك أن تتوه بها ستجد مطار محمد الخامس في كازبلانكا هادئ وبسيط للغاية، كنت متهيبة للغاية السفر فهذه كانت المرة الأولى التي أسافر بها لدولة عربية، وقد وقفت في صف التفتيش أنظر لدقة التفتيش أمامي واستعد لفتح الحقائب، ولكن كازبلانكا كانت تحمل لي طمأنة خاصة وود كبير، فما أن وصلت حتى سألتني ضابطة التفتيش "مصرية؟" أجبتها بالإيجاب فسألتني إن كانت هذه أول زيارة لي للمغرب فكررت الإيجاب، فرحبت بي وطلبت مني المرور على الفور دون فتح للحقائب أو إجراءات معقدة، ألم أخبركم أن انطباعي عن كون المغاربة ناس ذوق ذوق هو انطباع سليم.

 

اسمه طاكسي وليس تاكسي وهو صغير وكبير وأحمر

 

لا ترتبك وأنت تبحث عن السيارة التاكسي في كازبلانكا، فأنت تبحث غالبا عن الألوان المعتادة لسيارات الأجرة مثل الأبيض والأسود والأصفر وتنويعاتهم، ولكني عندما وقفت بحثًا عن سيارة أجرة لم انتبه أن السيارات الحمراء هذه هي سيارات الأجرة، خاصة وأنك ستجد فوق السيارة إحدى الكلمتين "طاكسي صغير" أو "طاكسي كبير" وفي الأغلب فقط كلمة "طاكسي" على التاكسي الكبير والذي سيكون لونه ابيض خلافا للأخر، ولا تقلق فليس هناك فرق ضخم بينهما فقط على حسب حجم الركاب والحمولة يمكنك اختيار السيارة، والأسعار هناك معتدلة وإن كان كثيرون لا يلتزمون بالعداد، ولما كانت رحلتنا قد وصلت مبكرًا لذا فقد قررنا أنا وأصدقائي في الرحلة أن نتفق مع سائق "الطاكسي" بأن يأخذنا في رحلة مساءًا في المدينة بدلا من تضييع اليوم والبقاء في الفندق، والدرهم المغربي يساوي تقريبا 90 قرش مصريًا، لذا فإن مبلغ 120 درهم نظير أخذنا من الفندق ورحلة لمدة من ساعتين إلى ثلاث ساعات ثم إعادتنا كان مبلغ جيد جدًا.

 

"أيدو أنفا" يعني إيه؟؟ "خذ من ده كتيييير"

 

عندما تعرف  لغة الدولة التي تزورها فإن الاعتقاد الدائم أن هذا سيسهل عليك وجودك بها، لذا عند زيارة دولة عربية تكون في الغالب مطمئن إلى أن الأمن مستتب والوضع تحت السيطرة، في المغرب لا تطمئن كثيرًا، فببساطة المواطن المغربي يتكلم لهجة عربية اعتبرها صعبة للغاية ولا اصدق عندما يسترسل في الحديث مدى البراعة في الحوار والنطق، ولذا فإن الكثير من الجمل والكلمات لم استطيع الوصول لمعناها، وعندما حاولت التحدث بالإنجليزية، اكتشفت أن هذه اللغة لن تفرق كثيرا عن محاولتك للحديث مع المصريين باليابانية مثلاً، فالفرنسية هي كل شيء في المغرب، ولدى كبار السن من أصحاب المتاجر العربية نفسها لغة بعيدة، وبما أنني لا افقه من الفرنسية سوا "بنجور" و"سواريه" و"جي سوي ملاد" فكما ترى كان كلامي بلغيا للغاية في المغرب، ولكن لو تخيلت أن هذا سبب لي أو سيسبب لك أي مانع في الاندماج فأنت واهم، حقا المغاربة كما كان انطباعي الأول ودودين، وعلى العكس من برلين، ستجد لديهم الرغبة الحقة في مساعدتك واستخدام توليفة من العامية المغربية والمصرية والفصحى والفرنساوي والانجليزي ولغة الإشارات ستفهم في النهاية بالتأكيد.

 

  أما "أيدو أنفا" فهو اسم الفندق الذي نزلنا فيه، والذي ظللت طيلة الرحلة أدعو الله ألا أتوه ثم أنسى اسم الفندق فلا استطيع الوصول له، خاصة أنه عندما قررت أن أحفظ أسم الشارع لعلني استخدمه في حالة "توهاني" للوصول لأقرب مكان، كان اسم الشارع أيضا هو "أنفا".. وعامة لو كنت من محبي اللغات فإن "أنفا" هو الاسم القديم للدار البيضاء كما علمت بعد ذلك، والتي تعني بالإسبانية "كازابلانكا" والتي يدللونها أهلها باسم "كازا".. أما "أيدو" فلم أجد له معنى أكيد ولكن أحد كبار السن كان يبيع حلوى الربسوس أخبرني أنها تعني "المرج" ولا أدري هل هذا حقيقي أم لا.

 

برد وريااااااااااح ومطر.. "حاسب تطير"

 

إنه نوفمبر.. فكالعادة فترات الأعياد والصيف تكون ذات الإقبال الأكبر لدى السياح، لذا عندما تقرر أن تخفض من تكاليف السفر فإن عليك أن تختار مواعيد بعيده عن هذا أو تلك فتكون شهور فبراير ومارس وابريل وأكتوبر ونوفمبر هي الأرخص في الأغلب، وكمصرية أعتدت مؤخرًا أن الشتاء لا يأتي قبل أخر ديسمبر، لم أعتقد أن الجو سيكون بهذه البردوة، كنت أعلم أن "كازا" باردة، ولكنها كانت باردة للغاية مطيرة للغاية، الرياح قوية بها للغاية، خاصة في أي مكان مفتوح على المحيط، ستشعر أنه يمكنك أن تطير حقا مع كل هذه الرياح، كما أن الأمطار لا تتوقف إلا لتهطل من جديد، في مزيج شاعري غير قابل للمقاومة.. لذا نصيحة البالطو الجلدي والمظلة لا تجعلهم يفارقوك لو ذهب لـ"كازا" في الشتاء.

 

الأتوبيس مجاني ولا لأ؟ حقا لا أدري

 

كمسافرة تحاول تجربة كل شيء نصحني صديق بأن أوفر وأركب أتوبيس النقل العام في "كازا"، كنت أريد الذهاب من شارع أنفا حتى مسجد الحسن الثاني على المحيط، لذا عندما سألت السائق وأجابني أن أركب، صعدت وأنا أفكر في احتمال التوهان حقا، كانت الحافلة متواضعة للغاية لا تفرق كثيرا عن حافلاتنا في مصر ربما أقل قليلا ولكنها أقل ازدحاما بصورة كبيرة، وعندما سألت عن الأجرة أخبرني السائق ما فهمت معناه أنني لن أدفع، وقد تكرر معي هذا الموقف دائما كلما ركبت الحافلة العامة هناك، حتى تساءلت إن كانت الحافلات العامة في "كازا" مجانية في الأساس؟؟؟

 

هل  تريد شرب "الشيشة" عليك اللعنة والسجن

 

نعم عندما يأتي المساء، يقرر الشباب المصاحبين لنا في الرحلة أنهم يريدون الذهاب إلى مقهى تقليدي، حيث يشربون الشاي ويدخنون النارجيلة "الشيشة" أو هكذا ظنوا وفي ذهنهم ارتباط وثيق بين تاريخ المغرب والنارجيلة، ولكن العاملين في الفندق مشكورين أوضحوا لهم صدمة حقيقية وهي أن "الشيشة" ممنوعة في المغرب، بل وتوقعك تحت طائلة القانون كذلك، فلا المقاهي تقدمها ولا الفنادق تستطيع أن تعرضها من الأساس، وهكذا ومع الإصرار قرر الشباب أن يسألوا أصحاب المتاجر خارج الفندق فكانوا أن توصلوا لمن أسر لهم بسر خطير، فالحل الوحيد لكي تشرب نارجيلة في المغرب هو أن تذهب سرا لـ"غرزة" وهو مكان غير قانوني، وعلى الرغم من عدم تدخين المخدرات مثلا به لو تخيلت هذا، فإن عدم قانونيته أتيه من كونه يقدم النارجيلة في الخفاء، وهي التجربة التي خاضها الشباب وعادوا مستمتعين للغاية، ولكن الأكثر غرابة هو أن تناول الحشيش يتم التعامل معه بشكل أكثر تسامحًا وعلنية، وهو الأمر الغريب على أغلب الدول العربية الأخرى.

 

أنا اشتريت حشييش يا سعاد

 

في شارع الجيش الملكي تصطف كافة أنواع الحوانيت، فهذه محلات ملابس وأخرى للعطور وثالثة للأجهزة والموبيلات، ورابعة للألبومات الموسيقية، والكثير من محلات العطارة التي تبيع كل ما يخطر ولا يخطر على بالك، ولما كانت هذه أحد أشهر المنتجات في المغرب، فإن أغلب الأهل والأصدقاء قد أوصوني بشراء أنواع مختلفة من العطارة لهم ومن ضمنها البخور، وهكذا عندما دخلت أحد المحلات الممتلئة بالمواد العطرية والعشبية، وسألت بالعربية عن البخور، لم تفهم صاحبة المحل ما أريد، وعندما سألتها بالإنجليزية لم تفهم كذلك وهكذا كما جرت العادة بدأت واصلة من الشرح والوصف، إنني أريد العيدان التي يحرقونها فتنتج روائح جيدة، وهكذا التمعت عين البائعة فهما وأخبرتني أن انتظر قليلا وذهبت للمحل المقابل لتعود لي بكيس صغير مليء بمادة بنية.

 

 لم أكن رأيت الحشيش من قبل لذا لم أتبينه وأخذت أسألها هل أضعه في مبخرة أم ماذا، فتعجبت وهي تخبرني أن أفضل وسيلة هو لفه في السجائر، وهنا فطنت إلى أن هناك شيء خاطئ، وفطنت أن الشباب في رحلتنا كادوا يسقطوا على ظهورهم ضحكا، ومن بين الضحكات قرر أحدهم التفضل علي وأخباري أن ما في يدي حشيش، وأخذت أحاول أن أقنع البائعة والقي بالكيس في يدها أنني لا أريد حشيش أريد بخور وهي تصر على إعادته في يدي مخبرة أياي إنه من أجود الأنواع، وعندما توقف السادة الضاحكين خلفي، وقرر أحدهم من العباقرة متحدثي الفرنسية أن يشرح الموقف، اقتنعت البائعة أخيرا أنني لا اشكك في جودة الحشيش المغربي.. وعندما عدت للفندق كان أول ما فعلته هو الاتصال بوالدتي قائلة "ماما أنا اشتريت حشيش يا ماما" ولك أن تتخيل رد الفعل، لذا نصيحة في المغرب إن لم تكن تبحث عن الحشيش، فرجاءا اعرف اسم البخور قبل السؤال عنه، وإلا فإنه في 3 خطوات خاطئة فقط حيث تذهب للعطار وتسأل عن البخور وتتلقى الكيس المختار، ستجد أنك قد حصلت على الحشيش المغربي الشهير.

 

في المقال القادمة تعرف عن التسوق في المغرب وعن المعالم الشهيرة، وسأخبرك عن ليلة من ليالي ألف ليلة لن تناساها أبدا مهما حاولت.


لمشاهدة موضوعات شيقة أخرى

 

تجربة بجد.. بعد الحشيش أكل "معيز" ومَغنى وليلة من ألف ليلة.. إنها المتعة في كازا

 

صدق أو ما تصدقش.. سوقراطيا نخلة معجزة لها سيقان وتتحرك من مكان إلى أخر

عين السرو.. سحر حقيقي بالوادي الجديد عندما تطلب الماء يرتفع لك خصيصا من الأرض