هيستريا
تبعد حوالي أربعين ميل من كونستانزا, وتعتبر المدينة القديمة من ھيستريا واحدة من أھم المواقع الأثرية في الأراضي الرومانية, و ذلك بسبب الغنى و التنوع الھائل في البقايا الأثرية الموثقة
تاريخيا ,كما و تعتبر ھيستريا أقدم و أول مدينة موثق لھا في البلاد حيث يعود تاريخھا الى القرن السابع قبل الميلاد وفقا ليوسيبيوس
و قد جرى تمويلھا من قبل تجار اغريق من مدينة ميليتوس ًحوالي 654 قبل الميلاد, و استمرت لمدة 1300سنة تقريبا مما جعلھا المستعمرة الأكثر استمرارا في البحر الأسود.
و قد تم انشائھا على الساحل الغربي للبحر الأسود ضمن خليج ذو مياه ھادئة مما ھيئ جميع الظروف المثالية للنمو الاجتماعي و الاقتصادي و الروحي .
ًو قد حافظت ھيستريا على موقعھا و مكانتھا ,بين مختلف المستعمرات اليونانية المقامة لاحقا لعدة مئات من السنين ,على الرغم من المنافسة الحادة آنذاك, مع ذلك ,و في وقت متأخر من وجودھا, الخليج الذي أمن الحماية للمدينة و للسفن لمئات الأعوام ,بدأ بالانغلاق على نفسه و التحول من خليج الى بحيرة فمستنقع بفترة زمنية قصيرة و ملحوظة. فقد قامت التيارات السطحية, و ھي حالة نموذجية في البحر الأسود, بتشكيل حواجز و كثبان رملية بشكل ثابت, تسببت في نھاية المطاف بإعاقة اتصال ھيستريا مع المياه المفتوحة, و بسبب ذلك العامل السلبي ,بالإضافة لمشاكل أخرى رئيسية ,مثل غزوات الشعوب المھاجرة, كل ذلك أدى الى أفول نجم ھيستريا مع الوقت و اندثارھا ,و ذلك في القرن السابع الميلادي.
بدءا من نھاية القرن التاسع عشر وصولا الى عام 1914، كان ھناك قدر أكبر من الاھتمام في دراسة العديد من المواقع الأثرية في جنوب شرق رومانياعموماً، و اكتشاف الأسرار المخبأة في أطلال ھيستريا خصوصاً .
و في عام 1914 كان فاسيلي بارفان ،و ھو أحد أھم علماء الآثارالرومانيين من الأوائل الذين اكتشفوا و أقرو بأھمية ھيستريا و أجروا العديد من الأبحاث العلمية و الأثرية ھناك, و في الوقت الحاضر يمكن للزوار المشي بين أطلال المدينة القديمة، ورؤية أبراجھا وجدرانھا الدفاعية، والبازيليكا والحمامات الرومانية،و معابد أفروديت وزيوس والشوارع المعبدة للقلعة التي تخلو من آثار العربات القديمة, و بعيداً عن بقايا الأطلال, يوجد متحف جميل يمكن زيارته حيث يجري عرض القطع الأكثر أھمية التي جرى اكتشافها.