قلعة بران
تعتبر قلعة بران القلعة الأكثر أھمية في ترانسلفانيا , وتقع تمام على ارتفاع ما بين جبال الحجرو جبال بوسيجي و ھي تحرس أھم ممر وحد ترانسلفانيا مع ولاشيا, و لھذا يعتبر أھم طريق تجاري, موقعھا الاستراتيجي جعل منھا مكان مثالي للتعاملات التجارية بين مختلف التجار و الحرفيين الذين شعروا بالأمان بين جدرانھا, و قد كانت في البداية نقطة جمارك حيث تم جمع الضرائب من قبل التجار الذين مرو من خلالھا بما يعادل30 جزء من قيمة بضائعھم .
لما يقارب من 600 عام بقيت قلعة بران محمية من كل الھجمات و التدمير, لذلك و بمرور و الزمن يمكن استنتاج مدى أھمية ھذه القلعة
ففي عام 1377 قرر شعب براشوف بناء القلعة في بران و لو على نفقتھم الخاصة, حيث اعتبروھا أولوية قصوى في نشاطاتھم التجارية مما يسمح لھا بأن تجري في أجواء أمنة و طبيعية.
و جاء بناء ھذه القلعة, ليضفي جوا من الطمأنينة و الأمان على أھالي القرى و البلدات المجاورة من هجمات العثمانيين أو اللصوص, و ادراكا من الملك الھنغاري لودفيك الأول ملك انجو للحاجة الملحة لبناء ھذه القلعة, فقد سمح لأھالي براشوف ببنائھا.
و ما أن ازدھرت الأوضاع في القلعة أعطي التجار و الحرفيين الألمان امتيازات بعدم دفع الضرائب و اقامة المعارض.
و سرعان ما ازدھرت مدينة براشوف أيضا, كونھا مركز ارتباط تجاري مع مراكز الجنوب مثل: أرجيس ، كامبولونج ،تارجوفيستا , و سرعان ما أصبحت ھي الأخرى أمنة.
وقد كان للقلعة دائما حامية من الجنود مؤلفة من 24 جندي معظمهم من رماة الاسهم ، و بالواقع لم يكن هناك حاجة لمزيد من الجنود ، بسبب موقع القلعة المرتفع و المنحدرات الشديدة المحيطة بھا, و قد بنيت القلعة من مزيج من صخور النھر و الطوب و أعمدة خشبية صلبة, و الى يومنا ھذا يبدو ھيكل القلعة كما لو كان من ضمن بنية الجبل نفسه. و على مر القرون تم تعديل القلعة مرارا, فقد اضيف اليھا أبراج, و تم اعادة بناء جدرانھا أو تم تدعيم القديم منھا بما يضمن استمرار مناعتھا و صمودھا.
,وفي عام 1920 و بعد مرور سنتين على توحيد رومانيا, قدم شعب براشوف القلعة ھدية و في عام للعائلة المالكة في رومانيا, و تقديرا لھذا الإنجاز العظيم, بدأت من حينھا الملكة ماري عملية تطوير و تحديث القلعة بمساعدة مھندس معماري تشيكي مشھور ھو كارل ليمان و ذلك لتحويلھا من مكان قاسي الى مقر اقامة ملكية مريحة, و ھذه العملية لم تكن بالسھولة الممكنة كون القصد من بناء ھذه القلعة لم يكن بالأصل لجعلھا مكان مريح و دافئ, على كل الأحوال, فبالإضافة للحديقة, و البحيرة الصغيرة و الكوخ, تم اجراء العديد من التعديلات الداخلية و من أھمھا تزويد القلعة بالكھرباء, بالإضافة للمسات الفنية للملكة ذاتھا, كل ذلك أدى الى ترويض ھذه القلعة و اعادة دفئ الحياة اليھا.
و اسم القلعة بران مشتق من الاسم السلافي برانا والذي يعني البوابة ، بالنسبة للكثيرين فإن حقيقة الاسم ھي بخلاف ذلك: قلعة دراكولا.
في عام 1897 كتب برام ستوكر الكاتب الايرلندي الشھير, رائعته: دراكولا و قد اختار ترانسلفانيا مسرحا لأحداث قصته و قلعة بران ھي قصر الكونت دراكولا مصاص الدماء, و منذ ذلك الوقت و صاعدا, ظھر عدد لا يحصى من الكتب الأخرى و الصور المتحركة التي رسمت صورة مختلفة تماما لكل من ترانسلفانيا و قلعة بران على حد سواء. و كل عام يتوافد عدد كبير من السواح من مختلف أنحاء العالم لزيارة قلعة بران و ذلك اكتشاف الحقيقة و الفصل ما بين الواقع و الخيال أو ببساطة لإرواء ظمآھم للغموض و الماورائيات.
و على الرغم من أن شخصية الملك فلاد المخوزق ھي التي ألھمت الكاتب ستوكر لكتابة روايته, فإن فلاد قد زار ھذا المكان مرة واحدة فقط, و مع ذلك يصر الناس على اعتبار قلعة بران ھي مقر اقامة دراكولا.
و بفضل ھذا الاعتقاد و بالأخص رواية السيد ستوكر, أصبحت قلعة بران من الأماكن التي يحرص على زيارتھا كل من يأتي الى رومانيا من الأجانب, و أصبحت قلعة بران من الأشياء التي تبرق في أذھانھم فورا لدى ذكر اسم رومانيا.
و خلاصة القول
فإنه يجب زيارة قلعة بران لجمالھا و روعتھا و لغموضھا و الخلفية التاريخية التي تحيط بھا, و أولا و أخيرا لھذا السحر العجيب الذي يشعر به أي مشاھد تقع عينه على قلعة دراكولا للمرة الأولى.