قصر البرلمان
ھناك اناس كثيرين يقولون أنه لابد و أن تشعر بوجود الدكتاتور السابق تشاوشيسكو عندما تواجه مشروعه الأھم و ھو مبنى مجلس الشعب, و ھو يعتبر ثاني أكبر مبنى اداري بعد البنتاغون في العالم, و أحد عجائب الدنيا, و يقع بالقرب من مركز العاصمة بوخارست و و قد تم بنائه على مدى 10 سنوات ابتداء من عام 1984 م, لم يكتمل بناءه, و ھو دون أدنى شك أحد أبرز معالم بوخارست, و ھو من الأماكن التي لابد من زيارتھا لدى قدومك الى بوخارست, و ھو يعتبر للكثيرين أحد المشاھد التي تحبس الأنفاس, و تولد الارتباك, و ھو فعليا أكبر بكثير مما يبدو عليه كبناء حجري, فھو يذكر بمرحلة الشيوعية السابقة.
أما الأن فھو مقر مجلس الشعب الروماني, و مركز التعبير عن ديموقراطيتنا الفتية.
وھو كبناء, ضخم جدا, و على الرغم من أن مھام مجلس الشعب يجري تسييرھا به, و لكن يوجد الكثير من الغرف التي لا أثاث بھا من أي نوع, أو حتى لم تستخدم اطلاقا, و الكھرباء المستھلكة به تكفي لتلبية حاجة بلدة بأكملھا, و يوجد به مركز دولي للمؤتمرات, كما و تم تأجير عدد من الغرف به لأغراض مختلفة مثل الاجتماعات أو المعارض و الأحداث الثقافية.
و قد كان تشاوشيسكو يسعى لبناء ما يسميه مركز الحقوق المدنية و ھذا المركز يشمل ضمنا مجلس الشعب, و كان من المفترض أن يصبح مركز الحياة السياسية في بوخارست, و شيء يلھم العظمة, و يكون معبرا عن نجاح الشيوعية في رومانيا, و لإفساح المجال لتحقيق ذلك, فقد تم ازالة ھضبة بأكملھا و تم تسويتھا بالأرض, كما و تم ازالة آلاف من البيوت و الكنائس و المشافي و ملعب رياضي و مسحت منطقة سكنية بأكملھا من بوخارست, كما و تم مسح مرحلة تاريخية بأكملھا من بوخارست بواسطة جرافات لا ترحم.
كان المھندس المعماري لھذا المشروع سيدة عمرھا 27 سنة و اسمھا أنكا بتريسكوو, و التي بقيت بعد كل ھذه السنين مشرفة على انشاء ھذا الصرح المعماري, و قد عمل تحت اشرافھا اكثر من 700 مھندس معماري, و ذلك ليقوموا بتحقيق ھذا الحلم تشاوشيسكو.
المبنى بارتفاع 12 طابق, بمساحة استخدام تساوي 300 ألف متر مربع, وبما يقارب 2000 غرفة و بمساحة تحت الأرض, أشيع, انھا تساوي كتلة البناء على سطح الأرض, و قد تم جلب كافة مواد الخام المستخدمة في البناء من مختلف المناطق في البلاد مثل الأخشاب و الكريستال و مختلف انواع الرخام و الاسمنت الخ و حتى مختلف انواع المفروشات و الستائر و الثريات و التحف والخ كل ذلك 100 % من رومانيا
و من الصعب جدا تقدير كمية الأموال التي انفقت على ھذا المشروع الضخم, و لكم ما ھو أكيد قد أن كل محتويات ھذا القصر ھي رومانية بامتياز, و أن جميع المقاطعات الرومانية ال 41 ساھمت بشكل أو بأخر في اقامة ھذا المشروع, و ان أكثر من أعوام, حتى قيام الثورة في رومانيا, حيث انتھى حوالي في ثلاث ورديات لمدة حيث انتقل مجلس النواب من أعمال بناء الھيكل, و ھكذا استمر العمل حتى عام اليه, الذي يشكل نصف البرلمان الروماني .
و خلال فترة ما بعد الثورة احتدم خلاف كبير على مصير ھذا البناء العملاق, ففي الوقت الذي رأى فيه البعض أن يتم تدمير و محوه من الذاكرة, رأى البعض الأخر ضرورة اكمال بناؤه و استخدامه في المستقبل.
و لكن السؤال ھنا ما الذي أوقف البعض من تدميره؟
عامل الذين بذلوا عرقھم و دماؤھم ھناك, انھن الراھبات المولدافيات اللواتي انھم ال قضين الأسابيع في الحياكة و الخياطة, انه المليون طن من الرخام الروماني, بالإضافة لأشياء عديدة حالت دون ذلك. : ھاما, بالإضافة لما ذكر, حال دون تدمير ھذا المبنىُ و لكن للحقيقة فإن شيء واحدا
الحقيقة الواضحة و الجلية أن ھذا المبنى لم يكن لتشاوشيسكو, بل كان لنا, كان قصر للشعب, ليس لأنه ھو أراده كذلك, بل لأننا نحن صنعناه, ونحن نستحقه فعلا