قلعة الفلاحين
و تقع على بعد حوالي 5 أميال من قلعة بران ، وهي معقل آخر بني على أحد المرتفعات في المنطقة التي بالكاد يمكن الوصول اليھا, و ذلك للإشراف على وادي برسا و لحماية الطرق التجارية التي كانت موجودة في القرون الوسطى, كما أنھا كانت ملاذ أمنا لأھل القرية لدى تعرضھم لأي تھديد أو ھجوم من بعض المھاجرين الغرباء أو عند الھجوم عليھم على حين غرة.
و بالأصل أسلافنا الداتشيين قد أدركوا لأھمية ھذا الموقع الاستراتيجي و ضرورة تحصينه, ومنذ لھذا السبب تم بناء مستعمرة رئيسية للداتشيين ھنا و تدعى كوميدافا منذ عصور قديمة.
والغزوات الرومانية التي تلت ذلك أنشأت ما يسمى دشمة ، في نفس الموقع و ذلك للحامية العسكرية الاضافية, و لا تزال أثار ھذا التحصين السابق ظاھرة حتى يومنا ھذا.
و من المفترض أن ھذه القلعة قد بنيت في زمن ما من القرن الثالث عشر, و على كل حال أول , و قد جرى تطوير ھذه القلعة في وثيقة تعود لعام 1355 وقد جرى تطوير هذه القلعة خلال القرون الأربعة ذكر اللاحقة لتصبح و احدة من أھم القلاع في المنطقة, و بنائھا الإنشائي معقد الشكل فھي تبدو متحدة المركز و محاطة بجدران خارجية دفاعية مرتفعة 5-7 متر وما لا يقل عن 8 صون تكشف تماما المنطقة المحيطة من الارتفاع الذي بنيت عليه, و داخل ھذه الجدران يوجد خط دفاعي أخر مع أبراج مستطيلة و خلفھا توجد الأبنية التي تشكل القرية, براشوف قلعة محمية بشكل لا يصدق و ھي دائما تخبئ مفاجآت لمن يجرؤ و يجد الطريق الى بواباتھا .
كما و يوجد بالداخل متحف حيث يعرض مجموعة من الاسلحة و الأدوات و القطع الأثرية و من مختلف العصور, و للعلم فإن رسم الدخول صغير جدا, بالنظر لما ھو معروض بالداخل ,و ما ان تعبر عتبة المتحف حتى ينتابك شعور كما لو أنك عدت بالزمان, بلحظة واحدة, الى القرون الوسطى, و أن الجدران تنضح بالتاريخ .
و بما أنھا تعرضت للحصار لعدد كبير جدا من المرات, فإن راشنوف تعلمت الدرس جيدا, فقد بنيت بعمق 146 متر, كما سيخبرك العديد من الأشخاص الموجودين ھناك, من قبل اثنين من السجناء الأتراك, الذين وعودا بالحرية مقابل انجاز ذلك, وقد تمكنوا بالفعل من تحقيق ھذا ولكن بعد 17 سنة من العمل الشاق و الحفر في الصخور الصلبة لمسافة 146 متر وقد منحوا الحرية لقاء ما فعلوه كما وعودوا.
و يعود الفضل لأحد المستثمرين الأجانب في ترميم القلعة و استعادة جزء مھم منھا الى سابق عھده, و ربما أكثر مما كانت عليه, و ھي تستحق الزيارة فعلا, و الاستمتاع بمشاھدة أروع المشاھد الطبيعية لوادي برسا , و في أيام الصيف الصافية ستعبر بناظريك حتى الأفق البعيد.
و لا بد من الاشارة الى أن القرية الموجودة تحت القلعة ھي أوضح مثال للتعاون و التعايش بين الأعراق حيث الجرمان و الغجر و الرومانيون يعيشون معا بتناغم لافت, و على الرغم من أن الكثيرين عادوا لألمانيا للم شمل عائلاتھم, إلا أن الكثيرين قرروا البقاء في القرية التي ساھموا في خلقھا و بنائھا, و في الماضي كان للقرية اسمھا الألماني "وادي الورود" و في وسطھا توجد كنيسة انجيلية جميلة جدا مبنية على الطراز القوطي, و تعود للقرن الثالث عشر, و يمكن اعتبارھا صرحا معماريا و تاريخيا غاية في الروعة, و بصرف النظر عن ذلك, يوجد كنيسة ارثوذكسية أيضا تدعى كنيسة القديس نيقولا , بنيت حوالي سنة 1380 و يقال أنھا أول كنيسة بنيت ھنا على الاطلاق من قبل أمير من ولاشيا يدعى: دان الأول
و يوجد حول القرية قطعان من الأبقار و الأغنام و الماعز و الخيل التي تعود لأھالي راشنوف, أما الخيول ھنا فھي مثيرة للاھتمام كونه يتم تربيتھا و رعايتھا من قبل الغجر الذين يعتبرون من أفضل مربي الخيول ھنا, و لابد من الاشارة لأنھم يعلقون في آذان الخيول أقراطا حمراء لجلب الحظ الجيد.
إن الجمال الباھر للمناظر الطبيعية في وادي راشنوف و المواقع التاريخية و الأساطير المحلية و سكان المنطقة بحد ذاتھم, ھي حجج دامغة لأي مسافر لكي لا يتردد اطلاقا في زيارة راشنوف.