قمت منذ وقت قصير برحلة سياحية رائعة لبلد قد لا يكون مشهورا سياحيا بشكل كبير لكنه يعج بالسحر والجمال، وهو دولة أوزباكستان في القارة الأسيوية والتي كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي القديم.
وقد سردت لكم في المقالات السابقة يوميات رحلتي في هذه الدولة الغامضة والمدن التي زرتها مثل طشقند وبخارى وسمرقند والأماكن العجيبة التي رأيتها كحديقة حيوان طشقند، لذلك سأحكي لكم اليوم عن مكان جميل أود أن تشاركونني متعة رؤيته وهو متحف الأمير تيمور الموجود في مدينة طشقند عاصمة أوزباكستان.
تاريخ متحف الأمير تيمور
يعتبر متحف الأمير تيمور أو كما يطلق عليه هناك متحف التيموريين جديد نسبيا، حيث أنشئ عام 2006م، وعلى الرغم من ذلك فقد أصبح اليوم أهم معلم في مدينة طشقند كلها، نظرا لفخامة عمارته، حيث بني بأسلوب العمارة الشرقية ويعلو المبنى قبة زرقاء مستديرة وضخمة، كما زين محيط المبنى بالكامل بأعمدة رشيقة تبدو كأنها تدعم السقف، ونوافذ المبنى على شكل محاريب مقوسة. وقد زينت واجهة المبنى بالنقوش وأحيط بالنوافير الجاذبة للنظر. مما يجعل مجرد مشاهدته من الخارج متعة لا تقاوم.
محتويات المتحف
يعرض متحف الأمير تيمور أكثر من ثلاثة آلاف من القطع النادرة والتي تحكي عن التاريخ القديم للمنطقة، مثل اللوحات والوثائق التاريخية التي تتعلق بحياة ونشاط الأمير تيمور ، ومخطوطات قديمة وأسلحة وملابس وأواني وقطع نقدية قديمة للغاية، مما يجعل هذا المعرض ينقلك بكل كيانك وخيالك إلى حقبة زمنية قديمة لن تخطر لك على بال.
بعض أهم المعروضات في متحف الأمير تيمور
مرصد أولوغ بيك (آلة السدس)
تعتبر آلة السدس من مرصد أولوغ بيك من أهم القطع الأثرية في متحف تيمور لنك وهي قطعة نادرة للغاية وتعود لشخص أولوغ بيك العالم المسلم العظيم الابن الأكبر لشاه روخ حفيد تيمور لنك، والذي كان عالما كبيرا في الفلك والرياضيات وقام ببناء أول مرصد فلكي في المنطقة عام 1420م ووضع فيه الكثير من الأدوات العلمية التي اخترعها ومنها آلة السدس ، ولكن المرصد للأسف تهدم بعد عدة أجيال لم يبق منه إلا هذه الأدوات العلمية لتكون شاهدة على مدى التطور الذي وصل إليه العلماء المسلمون في هذا العصر.
عائلة مرزوق
يوجد أيضا بالمتحف مجموعة من اللوحات الأثرية لعائلة كاملة من السلاطين الذين حكموا هذه المنطقة من أحفاد تيمور لنك وهم عائلة مرزوق الذين استطاعوا الحفاظ على الحكم وتوريثه لعدة أجيال متواصلة.
لوحة ظهير الدين بابر وكتاب البابرنامة
ويعتبر ركن ظهير الدين بابر في المتحف من الأماكن الملهمة والذي يحتوي على لوحة ضخمة للسلطان ظهير الدين بابر ونسخة حديثة من سيرته الذاتية التي كتبها بنفسه (بابر نامة) والتي يوجد نسختها الأصلية في متحف في موسكو، بالإضافة إلى مجموعة من أدواته الموسيقية الشخصية، حيث كان يعرف عنه أنه من هواة الآداب والفنون وجلسات الأنس والموسيقى فكتب كتبا عديدة في التاريخ ونظم الشعر.
ملابس الحرب الشهيرة
من أهم محتويات المتحف عدد من البزات العسكرية القديمة والتي تعود لعصر تيمور لنك نفسه والذي كان مليئا بالحروب والفتوحات، فنجد منها أشكالا متعددة والتي اختلفت حسب رتبة الفارس وقدم البدلة.
الأواني الخزفية والمنسوجات
يعرض المتحف عدد كبير من التحف الخزفية القديمة والمنسوجات المصنوعة يدويا والمزخرفة بشكل دقيق حيث ازدهرت فنون الزخرفة كثيرا في هذه الفترة.