بعد زيارتنا لضريح إسماعيل الساماني في جولتنا بمدينة بخارى، ومع جولاتنا المستمرة في مدينة أوزبكستان التي تشمل طشقند وزيارة حديقة الحيوان، ومتحف أمير تيمور وسمرقند كذلك، قد جاء الدور للتحدث بالتفصيل عن جاشما أيوب.
للموقع أكثر من نطق فالبعض ينطقه جاشما والبعض كاشما وأخريين شاشما ويعتبر موقع جاشما أيوب (أي بئر أيوب) والذي يقع بالقرب من ضريح الساماني في مدينة بخارى بأوزباكستان من أكثر المناطق الأثرية التي عليها جدل كبير، حيث لا أحد يعلم بالفعل حقيقة هذا النصب أو الضريح القديم على وجه اليقين، وإن كان أصبح متحف لدلالة على إمدادات المياه في بخارى القديمة.
أسطورة جاشما أيوب
اعتقد الناس على مدى آلاف السنين أن هذا الموقع هو مكان البئر الذي شرب منه وأغتسل نبي الله أيوب عليه السلام عندما كان مريضا فشفاه الله وأعاد له صحته وشبابه، مما جعل الكثيرين يعتقدون أن ماء هذا البئر له قدرات شفائية سحرية، كما يرى البعض الأخر أن نبي الله أيوب قد زار هذه المنطقة قديما فوجد أهلها يعانون من نقص شديد في المياه في الصحراء لدرجة أن هلكت الزروع والحيوانات وبعض الناس من شدة العطش فضرب نبي الله بعصاه الأرض فتفجرت منها المياه تجري في كل مكان وأن الناس قد وجدوا لها أيضا قدرات على الشفاء، كما يعتقد آخرين أن هذا المكان هو ضريح نبي الله أيوب نفسه، ولكن لا يوجد من يستطيع الجزم أين تكمن الحقيقة في هذه القصص الثلاث.
تاريخ جاشما أيوب
يقع ضريح جاشما أيوب بالقرب من ضريح اسماعيل الساماني وقد تم بناء وترميم هذا المكان العديد من المرات لكن الشكل الحالي تم تشييده في عهد أرسلان خان عام 605هجرية و1209 ميلادية ثم قام الأمير تيمورلنك بوضع لمسته عليه عام 1380ميلادية، لذلك تجده مبنى على طراز خوارزم بقبته المعروفة, ويعتبر هذا هو الشكل التقليدي للبناء في هذه الفترة، حيث يتألف من مبنى به أربع غرف مقببة وله برجين وعدة أسوار، بالإضافة لبوابة كبيرة مزينة بنقوش عربية وزخارف نباتية، وقد وضعت بوابة ثانية من الناحية الأخرى وترمز لحكمة أن "المسلمون لا يموتون ولكنهم فقط يعبرون من بوابة لأخرى".
يمكنك أن تشرب المياه في المتحف
لا يمكن تفويت فرصة شرب المياه في المتحف حيث يوجد كولدير يضخ مياه البئر، ولكن خذ الحذر فقد أصابتني نزلة معوية حادة بعد شرب المياه، حيث يبدو أن أثارها العلاجية قد انعكست في حالاتي.
وقد شعرت في هذه الرحلة بشعور جميل بالراحة والهدوء والسكينة، وخاصة بعد أن تأملت في المكان والمنطقة المحيطة به، وأرى أن على الرغم من أنه مكان غير مبهر للعين لكنه يستحق الزيارة.