هل تعرف أنتوني جاودي المهندس الإسباني فائق الشهرة والذي يسافر الآلاف سنويا لإسبانيا لمشاهدة أعماله؟
إذا كنت لا تعرفه فإنك تحتاج للقيام بزيارة سياحية لإسبانيا وتحديدا لمدينة برشلونة العريقة، والتي تحتوي على الكثير من أعماله فائقة الجمال والروعة والعبقرية. مثل كنيسة لاسيجرادا فاميليا، كما يمكن مشاهدة مزارات أخرى كمبنى كازا ميلا، والحي القوطي.
ولكن اليوم سنحكي لكم عن واحدة من أهم معالم مدينة برشلونة الإسبانية وأيضا واحدة من أعمال جاودي الشهيرة والتي تستحق أن تسافر حتى أخر الدنيا لمشاهدتها وهي مبنى كازا باتلو العريق.
تاريخ مبنى كازا باتلو
قام المهندس الإسباني أنتوني جاودي في البداية ببناء مبنى كازا باتلو عام 1877م لحساب رجل يدعى لويس سالا سانشيز، وكان يتكون من طابق سفلي وطابق أرضي وأربعة طوابق متكررة وحديقة خلفية، على شكل كلاسيكي بدون أي خصائص مميزة.
ظل المبنى على هذه الحال حتى عام 1900 م عندما اشتراه رجل الأعمال الشهير جوزيب باتلو، صاحب مصانع الغزل والنسيج وزوجته ، والذي على الرغم من أن الشكل الخارجي للمنزل لم يكن وقتها جذابا، لكن موقع المنزل هو ما أغراهما بالشراء، حيث كان يقع في منطقة راقية يفضلها الأغنياء.
وفي عام 1906م قرر الزوجان القيام بتجديد المنزل بالكامل، وأوكلوا مهمة التجديد لجاودي مهندسه الأصلي الذي قام ببنائه في البداية، وقد أطلقا يد جاودي في الإبداع وطلبا منه أن يصنع لهما منزلا مميزا للغاية لا يشبه أي منزل أخر، خاصة وأن عائلة باتلو كانت شهيرة بتصاميم منازل أفرادها، مما كان محفزا لرجل الأعمال وزوجته على تقبل أي تصميم جديد يقرره جاودي بشرط أن لا يشبه تصميم أي منزل من منازل العائلة.
تصميم مبنى كازا باتلو
كان باتلو في البداية يرغب أن يقوم جاودي بهدم المنزل وإعادة بنائه، ولكن جاودي أقنعه أنه ليس هناك حاجة لهدمه، وأنه يمكن تجديد المنزل بالكامل وإعادة تصميمه بدون الحاجة للهدم، فقام جاودي بتوسيع البئر المركزي للمبنى لتسهيل دخول الضوء لجميع الشقق، وأضاف أدوار جديدة. كما قام بتغيير الشكل الخارجي تماما، فتخلى عن الخطوط المستقيمة، واستبدلها بالخطوط المنحنية، فجعل الشرفات تشبه شكل الجماجم والأعمدة الداعمة لها تشبه العظام مما كان السبب وراء تسمية البيت باسم "بيت العظام"، وزين حاجز السطح بسور يشبه فقرات العمود الفقري، والتي تلتقي مع الأركان صانعة ما يشبه المفاصل، وحتى الأبراج لم يجعلها مستقيمة تماما بل جعلها متعرجة من الأسفل لتتماشى من الأشكال المتعرجة في المبنى.
أما الحوائط الخارجية فزينها بالفسيفساء الملونة مما جعلها تشبه جلد الزواحف مما دفع البعض بتشبيه المبنى بالتنين، كما استخدم ألوان جذابة للغاية تتراوح بين البرتقالي الزاهي والبني الداكن ودرجات الأزرق المختلفة وبعض الأخضر مما يجعلك عند النظر إليه تشعر كأنه جزء من الشعاب المرجانية البحرية.
وقد رشح المبنى في ذلك العام لجائزة أجمل مبنى لكنه لم ينلها لسوء الحظ.
تجديد المنزل
عاش الزوجان باتلو في المنزل حتى توفي رجل الأعمال عام 1934م، فاستكملت زوجته حياتها فيه حتى توفيت عام 1940م، فأصبح المنزل ملكا لأبنائهما الذين قاموا ببيع المنزل عام 1954م لشركة سيجيروس إبيريا للتأمين، والتي قامت بنقل مقرها ومكاتبها للمبنى.
تم تجديد المنزل بعدها عدة مرات أولها عام 1970م والتي تم فيها تجديد المبنى من الداخل والغرف، ثم في عام 1983م والتي تم فيها تجديد المبنى من الخارج وإعادة طلاء الشرفات، وفي عام 1993م تم إعادة ترميم المبنى بالكامل، كما تم البدء في استخدامه لاستضافة الأحداث الهامة في المدينة.
زيارة المبنى
تم افتتاح المبنى للزيارة عام 2002م، حيث أصبحت تنظم جولات سياحية لزيارة المبنى يتم فيها شرح تاريخه تفاصيله الفنية والتعديلات التي أجريت عليه ومشاهدة تصميمه من الداخل والخارج.
يمكنك زيارة المبنى بتذكرة بمبلغ 21.5 يورو للبالغين و18.5يورو للطلبة والأطفال من 7 سنوات وحتى 18 سنة وكبار السن فوق 65سنة، أما الأطفال أقل من 7 سنوات فمجانا.