كثيرة هي المواقع السياحية والأثرية التي يزخر بها العراق، ومنها بحيرة "ساوه" ، تلك البحيرة التي تقبع في عمق صحراء قاحلة ، تحيطها الرمال من كل جانب ، لقبت بالعجيبة والغريبة ولكن أجمل اسم أُطلق عليها هو لؤلؤة الصحراء.شك العلماء بأن هناك ينابيع داخل البحيرة تغذيها بالمياه، إلا أن المفاجئة كانت بأن قاع البحيرة مكون من صخور صلدة، ولعل ذلك ما جعلها تشكل لغزاً حقيقياً حير العديد من العلماء.
وهي تقع في قلب صحراء بادية السماوة وكذلك هي مميزة من الناحية الهيدرولوجية فهي بحيرة نادرة، فمستوى سطح الماء فيها مرتفع عن سطح اليابسة في حدود مترين وعلى الرغم من وجودها في بقعة ذات تبخر عالي ، إلا أنها تحافظ على منسوبها المائي منذ عشرات الآلاف من السنيين". ولا يمكن إيجاد تفسير علمي ومنطقي للكثير من عجائبها".
وترتبط غرائب بحيرة ساوه بقصص خرافية وأُخرى دينية حتى أن البعض من خبراء البيئة ممن كتبوا عنها قالوا كان لابد من إضافتها كعجيبة ثامنة إلى جانب عجائب الدنيا السبع. فهي بحيرة مميزة وغريبة في كل شيء حتى إنها تعد ملتقى للعديد من الطيور النادرة المهاجرة من قارات العالم المختلفة.
و أغلب الطيور التي تهاجر من موطنها الأصلي مثل روسيا وجنوب الصين والدول الآسيوية والباردة تأتي سنوياً إلى بحيرة ساوه وتمكث فيها لمدة اربعة أيام ثم تهاجر إلى دول الخليج، وأنواعها كثيرة منها طيور الكركي النادرة جداً والمحرم اصطيادها دولياً لأنها معرضة للانقراض، وكذلك أنواع مختلفة من الاوز والبط الصيني والبربش والخضيري وغيرها الكثير من أنواع الطيور المميزة والنادرة في ذات الوقت.
ومياهها مالحة جداً، تفوق ملوحة الخليج العربي بمرة ونصف. لكن لم نتمكن فعلىاً حتى اليوم من إعطاء أية تفسيرات منطقية حول أياً من ميزات البحيرة الخارجة عن حدود الطبيعة".
وتشابكت على بحيرة ساوه الكثير من الروايات والحكايات حتى غدت كطلسم يملؤه الغموض والاسرار، فبعضهم قال إن مياهها قد فاضت بشكل كبير يوم ولادة الرسول محمد (ص) وذهب البعض الأخر إلى أن جفاف مياهها يعد من علامات الساعة ما دفع بالعديد من العلماء إلى ان يدرسوا هذه البحيرة ليجدوا أن كثافتها تفوق كثافة بحور الارض ملوحة.
معجزة الهية:
تعد أهم المعالم المميزة في العراق وفي العالم أجمع، وذلك لتكوينها الفريد إلى جانب الظواهر الطبيعية التي صاحبتها .
*علامة نحس
لا شيء يوحي لك بالحياة وانت تقترب من البحيرة فشكلها يشبه ثمرة الكمثرى، قيل عنها الكثير وابرز هذه الاقاويل انها كانت منبع تدفق المياه الذي اغرق الارض في عهد سيدنا نوح "ع" ثم عادت وابتلعت هذه المياه من جديد ، كما قيل عنها في الحضارة الفارسية أنها تمثل لهم علامة نحس ولعنة أبدية لارتباطها بارتجاج وإهتزاز إيوان كسرى.
وعن أسباب الملوحة في مياهها قيل "إن الانخفاض العام لمنسوب المياه الجوفية ضمن مناطق التغذية في الصحراء الغربية والجنوبية الذي يعود لقلة الامطار الساقطة وزيادة عدد الأبار المحفورة خلال الأعوام الماضية ساعد على قلة المياه المغذية للبحيرة وبالتالي قلل من عامل التخفيف , ما أدى بدوره إلى زيادة تركيز الملوحة في مياه البحيرة وانخفاض منسوبها ومن خلال ذلك ظهرت أملاح افتراضية وهما ملحًا كبريتات الكالسيوم والمغنيسيوم اللذان شكلا جدارًا جبسيًا حول البحيرة.
*المرأة الجميلة
المواطن هاني صيهود الذي كان يملك مطعمًا قرب البحيرة قال تعرف الناس على "ساوة" منذ الاربعينيات من القرن الماضي ، فقد أطلق عليها بعض الشعراء وخاصة شعراء السماوة لقب "المراة الجميلة" لما أودعها الله سر الخلود الابدي فقد تمردت على الطبيعة وخالفت موازين المنطق وغادرتها سمات الجغرافية على استحياء.
وتوافد الزائرون في نهاية السبعينيات والثمانينيات على البحيرة لكثرة تداول قصصها وعجائبها على الألسن كما أن هناك سياحًا من أوروبا التقطوا لها صوراً كثيرة ، وقد وصفها أحد الفنانين بأنها مكملة لعجائب الدنيا السبع.
وأضاف المتحدث، أن بحيرة ساوة ، تعتبر إلى الأعوام القليلة الماضية محطة استراحة للخط الملاحي للطيور المهاجرة ، والقادمة من دول الجوار والبلدان الأخرى منها "الغطاس الصغير، البجع الأبيض، أبو قردان، اللقلق الأبيض، أبو منجل الأسود، أبو ملعقة، النحام الكبير، صياد السمك، الهدهد، السنونو"، لما تتميز به من وفرة الأسماك، الغذاء الأساسي لهذه الطيور، ومختلف الحشرات القشرية.
وتشير الدراسات المفصلة لتاريخ تكوين البحيرات المغلقة ، إلى أن مصير بحيرة ساوه أو كما يطلق علىها السكان المحل يون أم الأسرار، البخيلة أو البطة، زائل لا محالة ما لم تحظ بالعناية والإهتمام الكافيين.