منذ أزمان بعيدة كان الإنسان يعيش في الكهوف لتقيه حر الصيف وبرد الشتاء كما كان يحتمي بها من الحيوانات المفترسة ولكن ذكاء الإنسان طورها إلى أشياء أفضل وأجمل كما فعلت القبائل الليبية في مدينة غريان فيما يطلقون عليه حوش الحفر وهي حفرة كبيرة بمقاييس معينة وتنظيم معين يساعد على المعيشة داخلها بصورة مريحة تقيه من العوامل المناخية وأي ظروف خارجية وقد قاموا بتطويرها بصورة عصرية رائعة بنا نرى لمحة من هذه الحفر الحديثة.
البيوت في باطن الأرض تضاهي المنازل الحديثة على سطح الأرض
اعتنت القبائل في مدينة غريان الليبية بحفرهم حتى أصبحت تضاهي البيوت الحديثة راحة وجمال فا بها مواصفات هندسية بمقاييس وراحة وهروب من الحر كما لو كانت بمكيفات ودفي كما لو كانت بمدفئات.
بيوت الحفر لها ما يزيد عن الألف عام
انتشرت هذه الحفر من ألف عام في مدن تادرن وفزان ونالوت الليبية وتمركزت الآن في مدينة غريان حيث كانوا يقومون بعمل حفر تحت الأرض مع أن حفرها به الكثير من الصعوبة خاصة أن الأرض جبلية ولكنه الذكاء حيث أنها تقيهم من كل عوامل التعرية.
نظام الحفر الرائع كأنه بيت حقيقي
هو عبارة فناء واسع الحوش تطل عليه في منتصفه الغرف التي تتكون بدورها من مساحة تزيد عن 10 أمتار اتساعا وأحيانا 15 مترا وبارتفاع ثلاثة أمتار ويوجد فيها ما تتطلبه أمور المعيشة للأسرة.
مما تتكون الحوش يا ترى؟
تتكون الحفرة من الحوش الذي تلتف حوله عدد من العرف مثل غرفة النوم وغرفة المعيشة وحمام ومطبخ علاوة على مخزن للمؤن وسقيفة فهو به كل وسائل الراحة التي تغنيه عن العالم الخارجي إلى حد كبير.
التضاريس القاسية هي من دفعت سكان هذه المناطق إلى حفر الحفر
المناخ في هذه المناطق قاسي بشدة حيث انه يكون حار جدا صيفا وشديد البرودة شتاء علاوة على ان التضاريس الجبلية حادة جدا ولا يستطيعون بناء المنازل بها فسطحها لا يصلح لذلك فكانت الحفر هى الحل.
عليك السير في خندق للخروج للسطح
يتكون بيت الحفر من حفرة عمودية عمقها حوالي 10 إلى 12 متر وتوسع المساحة لتكون منها ساحة الدار التي تلتف حولها وتفتح عليها الغرف أما الخروج فيكون عن طريق السقيفة وهو ما يمثل خندق مائل يصل بين السقف والأرض.
الحماية من مياه الأمطار
يعد سكان حفر غريان حفرهم بطريقة تحميهم من تساقط الأمطار عليهم وغرق الحفر بها كما خططوا لعملية صرف المياه المستعملة داخل الاحواش ولذلك بنوا بالأتربة التي تستخرج من حفر الحوش حاجز أو حزاما يسموه الكدوة مع مجرى المياه لحماية الحوش من السيول وقاموا بعمل حفرة في السقيفة لاحتواء المياه لعدم دخولها إلى الداخل.
الاحواش مكيفة تكييف طبيعي
الاحواش جوها مكيف طبيعيا فمن الممكن عندما يكون الجو بارد جدا خارج الحفر لا يستعملون هم الأغطية وفي الصيف الشديد بالخارج يستعملون الأغطية فالجو هناك متعادل.
الحفرة الواحدة تجمع 8 اسر
يسكن في بيت الحفر الواحد أسرة كبيرة من سلالة واحدة مقسمة إلى 8 اسر من جد واحد ولكل أسرة منهم ثلاث غرف مجهزة بمطبخ به فرن من الطين والفخار وبها غرفة معيشة للراحة ومكان للطعام وكذا بها جزء لتخزين المؤونة والمياه والملابس.
30 حوش فقط الباقية من هذه الاحواش
بدأت هذه الاحواش في التلاشي مع التطورات الحديثة ولا يبقى منها صالح للاستعمال الآن إلا 30 حوش فقط.
شاهد أماكن رائعة أخرى مع يالابوك
الفقاعات.. أعجب قصر في العالم ليس به زاوية حادة أو عمود مستقيم