مدينة مطماطة.. تقع تحت الأرض وتعتبر في الفضاء الخارجي
مطماطة مدينة تونسية حفرت بيوتها في مغارات تحت الأرض غرب مدينة قابس الموجودة في جنوب شرقي تونس وهي مدينة قديمة لم يتمكن المؤرخون من معرفة متى بنيت بالضبط ولكن هناك روايات قديمة تؤكد انها ظلت مجهولة لمدة قرون وان رجالها كانوا يخرجون منها للعمل في موسم الزيتون في الربيع ثم يرجعون إلى بيوتهم في الخريف في صمت حتى حدث في العصر الحديث واحتلت تونس من فرنسا فكان سكانها يحاربون الاستعمار الفرنسي حتى نالت تونس استقلالها عام 1956 فقررت الحكومة أن تنقل سكان مطماطة إلى مدن جديدة ولكنهم رفضوا وأصروا على البقاء في مساكنهم تحت الأرض في مطماطة.
مطماطة حفرة كبيرة في باطن الأرض
مدينة مطماطة هي عبارة عن حفرة كبيرة في باطن الأرض يحيط بها الكثير من الكهوف والتي تعتبر غرف تستعمل للمعيشة بها كما يوجد بها عدد من البيوت المرتبطة مع بعضها بممر أو ما يسمى خندق تحت الأرض يسمى السقيفة ومن عادة أهل مطماطة أن يطلوا البيوت والكهوف باللون الأبيض لحمايتها من أشعة الشمس الشديدة الحارقة حيث أن اللون الأبيض يقوم بعكس أشعة الشمس فتخف حرارتها عن السكان.
لماذا سميت مطماطة بهذا الاسم ومن هم أهلها
سميت مطماطة بهذا الاسم نسبة إلى سلسلة جبال مطماطة التي تحيطها من كل مكان وكان أفراد قبيلة أمازيغية قديمة يعيشون مع أفراد قبيلة بني هلال وكانوا في صراع وشجار مستمر ولم يستطيعوا العيش معهم في هذا الشجار فهاجروا إلى منطقة وعرة ممتلئة بالحجارة والصخور وكانت هي تلك المنطقة مطماطة أما عن اسمها الامازيغي فهو أثوب وهي كلمة تعني منطقة الهناء والسرور.
أنشئت المدينة للهرب من الأعداء
المدينة عبارة عن حفرة كبيرة جدا بناها المنشئون الأوائل في باطن الأرض ثم حفروا غرفا وبيوت داخلها حتى يعيشوا فيها ويصبحوا بعيدا عن انظار بني هلال وكل الأعداء وكان جوها يلائمهم بشدة فكانت رطبة في فصل الصيف ودافئة في فصل الشتاء.
جمال المدينة غير طبيعة عمل سكانها
أهالي مطماطة يمتهنون الزراعة من القديم أما في العصر الحالي فقد ظهرت معها السياحة نتيجة للفت المدينة للأنظار نتيجة شكلها الغريب وطبيعتها الغير مألوفة وطبيعة معيشة أهلها وطقوس حياتهم وشكل أبنيتهم فأصبحت مدينة سياحية ويبيعون أهلها للسائحين صناعاتهم البيئية والتراثية الغريبة الشكل علاوة على هذا فقد وفروا أعداد من الجمال ليركبوها السياح وقاموا بتحويل بعض من منازلهم إلى فنادق واستراحات للسياح.
مطماطة الفضائية حقيقة ملموسة
لمطماطة شهرة كبيرة كان سببها هو قيام هوليود بتصوير فيلم حرب النجوم عام 1970 في بيوت وغرف مطماطة وعرضت على الشاشات كأنها بيوت خيالية من الفضاء الخارجي وليس لها وجود أو واقع على الأرض
هاجر الكثير ولم يبقى إلا القليل
هاجر معظم أهل مطماطة في العصر الحديث وعاشوا في مدينة مطماطة الجديدة إلا انه يوجد فئة لم يحبوا الهجرة وتمسكوا بها وبعادتهم ولغتهم الامازيغية القديمة وثقافتها ورضوا بالمعيشة تحت الأرض وأحبوا السياحة ومن اجلها يقوموا مع الوفود السياحية اليومية ليروها بيوتهم وغرفهم المحفورة في الجبل ليلتقطوا الصور الجميلة ويستمتعوا بالمناظر الجميلة والغريبة في نفس الوقت داخل مدينتهم الرائعة.