وادي النطرون.. 696 دير مفقود وبحيرة عجيبة ومركز دفاع مصر وسر التحنيط
يقع وادي النطرون على الأطراف الشمالية الشرقية للصحراء الغربية المصرية في الطريق الصحراوي مابين القاهرة والإسكندرية وهي تابعة لمحافظة البحيرة ومواجهة لمدينة السادات وهو عبارة عن منخفض صحراوي خلف دلتا النيل على امتداد مدرية التحرير والوادي له تاريخ قديم وحديث سوف نذكر لمحة عنه لاحقا.
لولا وادي النطرون ما وجد التحنيط
كان لوادي النطرون مكانة كبيرة في أيام الفراعنة حيث انه كان يستخرج منه الملح الذي يسمى ملح النطرون والذي كان يستعمل في تحنيط المومياوات للحفاظ على جثث الموتى لفترات طويلة من الاندثار وقد تم اكتشاف تمثال نصفي من الجرانيت الأسود وأحجار من عصر الأسرة السابعة عشر وأيضا بوابة من الجرانيت وأشياء أخرى.
وادي النطرون من 700 دير إلى 4 فقط
امتدت شهرة وادي النطرون من عهد الفراعنة حتى نال شهرة مقدسة عالية في المسيحية وذلك نتيجة لمرور العائلة المقدسة به هربا من الملك هيرودس حتى وصل إلى أول تجمع رهباني به في القرن الرابع الميلادي وذلك على يد مقار الكبير الذي انشأ دير الأنبا مقار ثم تلاه ثلاثة أديرة أخرى هما دير الأنبا بشوي ودير البراموس ودير السريان حتى وصل عدد الأديرة إلى 700 دير في الوادي حتى بدأئوا يتقلصوا ليصبحوا الآن أربعة أديرة فقط بينما فقد الباقيين ولذلك تعتبر منطقة الوادي من أهم المناطق المقدسة لأتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .
ما يذكر في وادي النطرون عن العصر الإسلامي
مما يذكر من أساطير عن وادي النطرون في العصر الإسلامي أن الخليفة الراشد عثمان بن عفان قد هاجر إلى مصر واستقر في وادي النطرون لتجنب الفتنة وقد صارت المنطقة تنسب إليه. ولكن هذه المعلومة المنتشرة عند البعض لا أساس لها من الصحة، ولكن انتشرت بشكل كبير لدى الكثير من الأهالي.
بحيرات وادي النطرون العجيبة
يوجد بالوادي عدد من البحيرات يصل إلى 20 بحيرة منها 12 بحيرة كبيرة مساحتها تصل إلى 10 كيلومترات مربعة ولون مياه هذه البحيرات يميل إلى الحمرة وهذا بسبب تشبعها بملح النطرون، مما جعلها بحيرات عجيبة تثير دهشة الناظرين.
وادي النطرون خط دفاع أول عن مصر
كان وادي النطرون يعتبر خط دفاع أول عن مصر ومما يذكر انه في عهد الملك نرمر - مينا- موحد القطرين أول ملوك الأسرة الأولى صد هجوم من الشعب الليبي لغزو الدلتا وقد اخذ منهم 100 ألف أسير وعدد كبير من رعاياهم وقد نقش هذا على جدران معبد ساحو رع وتوجد مناظر تصور حملة ناجحة ضد اللبيين الذين هددوا غرب الدلتا ولقطات أخرى تبين تكرار الغزو من البدو الرحل اللبيين والقضاء عليه حتى انشأ حصن مازال موجودا للان.
وادي النطرون حديثا
توسع وادي النطرون حديثا بشكل كبير. وصدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 351 لسنة 1963 بإنشاء مدينة وادي النطرون رسمياً كوحدة محلية تابعة لمحافظة مطروح، ثم نُقل تبعيتها لمحافظة البحيرة عام 1966 بقرار جمهوري رقم 2068 من الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.