معبد الأقصر
أحد أهم الشواهد الدالة على خلود الحضارة الفرعونية ،و أهم المعابد المصرية القديمة التي شرحت الكثير من الأحداث الفرعونية الهامة بالكتابة الهيروغليفية القديمة و الرسومات التوضيحية الرائعة .
نبذة تاريخية
بعدما تحولت الأقصر لعاصمة مصر القديمة كان ولابد تعميرها لأنها مقر الحكم الجديد ، فأمر الفرعون أمنحتب الثالث تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر ببناء معبداً ليكون له الأحقية في الإعتلاء على العرش ، حيث من القوانين الملكية أن يعتلي العرش ولي العهد شرعي للفرعون و تكون أمه أميرة من سلالة ملكية ، و إذا لم يكن يجب أن يتزوج الأبنة الكبرى للملك السابق ، لكن أمنحتب الثالث لم تتوفر فيه هذه الشروط لإعتلاء العرش ، بالرغم من أنه ينسب لتحتمس الرابع لكن أمه ليست من سلالة ملكية فهي ليست الزوجة الشرعية للفرعون و زوجة تحتمس لا تنتمي للعائلة الملكية و تسمى ( تي ) ، لذلك لم يكتسب الشرعية اللازمة لإعتلاءه العرش ، لكنه فضل أن يثبت نسبه للإله آمون نفسه و يكتسب منه الشرعية ، فالإله آمون هو أحد الآلهة الرئيسية في الميثولوجيا المصرية بل من أكثر الآلهة تعقيداً في تفسيره ، فهو خالق الكون و الحياة وكلمه أمون تعني الخفي في اسمه و الخفي في شكله فلا يمكن للإنسان إدراكه ، و عندما اتحد مع رع اله الشمس تجلى للخلق فقد جمع نفسه في الخفي و الظاهر على شكل قرص الشمس ، و كانت زوجته تسمى مونت صيغة آمون المؤنثة ، و ابنهما هو خونسو (القمر ) و أطلق عليهم ثالوث طيبة المقدس ، أما في عصر الدولة الحديثة فكان آمون يحكم من خلال الملك ، فكان ولابد أن يكتسب أمنمحات الثالث شرعيته من آمون .
كان أمنحتب الثالث يقدر الفن و العمارة الضخمة لذلك تميزت العمارة في عهده بالأناقة و الضخامة فكلف وزيره ببناء معبد الأقصر لعبادة ثالوث طيبة المقدس ، ثم توالت على المعبد العديد من الإضافات و التعديلات ليظهر في شكله الحالي المهيب .
عندما تذهب لزيارة معبد الأقصر سترى عند البوابة الأولى للمعبد بإرتفاع 25 متراً ، نقش عليها رسومات لإنتصارات الملك رمسيس الثاني في معركة قادش ، وكان عدد التماثيل على البوابة 6 تماثيل و تبقى منهم ثلاثة فقط ، إثنان يمثلانه جالساً و الثالث في ناحية اليمين يمثلانه و هو واقف ، بالإضافة الى مسلتين واحدة منها في باريس الآن و الأخرى لاتزال عند بوابة معبد الأقصر .
بعد عبور البوابة ستتجه الى الفناء الكبير ، محاط بصفين من الأعمدة على شكل نبات البردي مصنوعة من الجرانيت بالإضافة لسبعة تماثيل لرمسيس الثاني ، و هناك أيضاً مسجد يقع في الجزء الشمالي للفناء الكبير الذي بني في العصر الأيوبي .
ننتقل بعد ذلك أعمدة أمنحتب الثالث ، الذي يتكون من 14 عموداَ ضخماً على شكل نبات البردي سبعة أعمدة على كل جانب و رسمت النقوش في عهد توت عنخ آمون و اضاف اليها سيتي الأول بعض النقوشات ايضاً .
بعد ذلك ترى فناء أمنحتب الثالث المفتوح جنوب بهو الأعمدة ، هذا الفناء يحيط به 46 عموداً على شكل نبات البردي ، و تم اضافة النقوشات عليه في ازمنة مختلفة بدأت في عهد امنحتب الثالث حتى وصول الإسكندر الى مصر ، أهمية هذا الفناء يرجع لإقامة طقوس الأوبت فيه كل عام .
قاعة تجلي الألهة بها 32 عموداً ، كان مسموحاً لدخول هذه القاعة و حتى نهاية المعبد للفرعون و الكهنة و كانت محرمة على عامة الشعب ، بعد ذلك تتواجد قاعة القرابين المسقوفة و مزينة بنقوش بارزة لأمنحتب الثالث و هو يقدم القرابين المقدسة للآلهة .
واماً حجرة الولادة الإلهية الأمنحتب الثالث ، حيث ادعى انه ابن آمون ، و زين الحجرة بنقوش بارزة لزواج والدته من آمون مع اشتراك باقي الألهة في الإحتفال .
محراب الإسكندر الأكبر ، يرجع بناءه لأمنحتب الثالث وعندما وصل الإسكندر للأقصر قام بتغيير شكل المحراب لصورته الحالية و أهداه آمون و تم نقش صورته عليه و هو يرتدي الملابس المصرية الفرعونية و يبدر الطاعة امام الآلهة .
أخيراً ستصل لجناح الأوبت و يعني الحرم ، بناه الفرعون امنحتب الثالث و بنهايته غرفة قدس الأقداس ، و كرس لآمون و به 4 أعمدة .
و ستكون بذلك انتهت جولتك داخل معبد الأقصر الذي لامثيل له حول العالم ، أما ما سيبهرك حقاً هو حضور عروض الصوت و الضوء ليلاً لتستمع الى الأساطير الفرعونية الممتعة .
الموقع
يقع معبد الأقصر على ضفة النيل الشرقية لمدينة الأقصر بجمهورية مصر العربية .
التكلفة
التذكرة العادية : 50 جنيه مصري
تذكرة الطلبة : 25 جنيه مصري
ساعات الزيارة
في فصل الصيف : من الساعة 6 صباحاً حتى 10 مساءً .
في فصل الشتاء : من الساعة 6 صباحاً حتى 9 مساءً .
الفنادق القريبة من معبد الأقصر : فندق سونسيتا سان جورج، فندق صن ست ، فندق ايميليو .