قرطبة .. زهرة الأندلس

 

كانت قرطبة مركز الخلافة الإسلامية في الأندلس و الشاهد الأعظم على أزهى عصور الحضارة الإسلامية في جميع المجالات.

 

نبذة تاريخية عن مدينة قرطبة

 

يوجد بقايا للإنسان البدائي في موقع مدينة قرطبة يرجع تاريخها ما بين 42000 قبل الميلاد و 35000 قبل الميلاد.

 

في القرن الثامن قبل الميلاد خلال فترة تارتيسوس القديمة كانت توجد مستوطنة أطلق عليها الجنرال هاميلكار باركا إسم قرطبة و هو يعني مدينة جوبا و قد كان هذا الجنرال قائد للنوميديين الذين لقوا حتفهم في معركة وقعت في مكان قريب من المدينة, ثم إحتل الرومان المدينة عام 206 قبل الميلاد.

 

و قعت قرطبة في يد الجيوش الإسلامية عام 711 ميلادي و على عكس المدن الإيبيربة لم تستسلم قرطبة بل تم دخولها بالقوة, و في عام 716 أصبحت قرطبة عاصمة المقاطعة و تابعة للخلافة الإسلامية في دمشق.

 

تم تخصيص مناطق من كنيسة سانت فنسنت لتخدم المسلمين و المسيحيين بالمشاركة, حتى تم بناء المسجد في عهد  عبد الرحمن الأول, كما سمح للمسيحيين ببناء كنائسهم التي تم تدميرها أثناء الغزو.

 

في عام 766 تم إختيار قرطبة لتكون عاصمة الإمارة الإسلامية المستقلة بالأندلس, و كانت قرطبة على مدار القرنين العاشر و الحادي عشر من أكثر المدن تقدماً في العالم و كانت مركزاً ثقافياً و إقتصادياً و سياسياً كبيراً, و وصلت شهرتها للعديد من البلاد البعيدة منها ألمانيا فقالت عنها الراهبة السكسونية التي إشتهرت بقصائدها اللاتينية ( قرطبة هي حلية العالم).

 

موقع مدينة قرطبة

 

تقع مدينة قرطبة جنوب إسبانيا.

 

هناك العديد من الأماكن الرائعة التي يمكن زيارتها في مدينة قرطبة منها:

 

المسجد الكبير

المسجد الكبير هو أحد معالم قرطبة الهامة كما أنه مدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي, و تم بناءه في القرن الثامن الميلادي و هو تحفة معمارية إسلامية.

 

لتصل إلى المسجد ستدخل من بوابة بويرتا ديل بيردون التي تؤدي إلى فناء دي لوس نارانجوس حيث كان يتوضأ المسلمون وفقاً للشريعة الإسلامية, و من الفناء يدخل الزوار لقاعة المسجد المزينة بحوالي 856 عمود و أقواس ذهبية, و قد تم تحويل المسجد إلى كاتدرائية عام 1523.

 

الحي اليهودي القديم

هو أحد أروع الأماكن التي يمكن زيارتها في قرطبة, حيث المنازل البيضاء المليئة بالزهور و الباحات الصغيرة الهادئة و الممرات الضيقة و الأجواء الأندلسية الرائعة, و من أفضل الأماكن في الحي هو متحف كاسا دي سيفارا و يعني بيت اليهود الأسبان و تضم خمس غرف تُوضح تاريخ و ثقافة السفارديم.

 

قصر فيانا

هو قصر الأرستقراطية و يشتهر بباحاته الإثني عشر المصممة على الطراز الأندلسي مع نوافير الزينة و المسطحات الخضراء,يحتوي القصر أيضاً على مجموعة من الأثاث العتيق,و الجلود, و لكن تظل الحديقة الخاصة بالقصر هي الجزء الأفضل بالقصر و التي يمكن قضاء وقت ممتع بها.

 

قصر قرطبة

لإستكشاف المزيد من التراث متعدد الثقافات في قرطبة, لابد من زيارة قصر قرطبة, و كان هذا القصر مقر للخلافة ختى تم غزو المدينة من قِبل الملك الكاثوليكي فرناندو الثالث1236 ميلادي, يرجع تاريخ القصر إلى عصر المغاربي بإستثناء برج محاكم التفتيش تم بناءه عندما قام الملوك المسيجيين بتحصين القصر, و يحتوي على محموعة من القطع الأثرية الرائعة.

 

كنيسة سان لورينزو

ترجع هذه الكنيسة إلى القرن الثالث عشر و هي في الأصل كانت مسجد, و تعتبر واحدة من أروع الأمثلة على عمارة العصور الوسطى في قرطبة, كما أنه بعد التجديدات التي حدثت في الكنيسة مؤخراً أعادت لها الكثير من شكلها الأصلي, يوجد أمام مدخل الكنيسة ممر مزين بثلاث أقواس, و من الأجزاء الجميلة في المبنى برج مبني مكان مئذنة المسجد سابقاً.

متحف الفنون الجميلة

يقع متحف الفنون الجميلة مكان مستشفي سابقة بالقرب من متحف جوليو روميرو دي توريس, و يحتوي المتحف على مجموعة رائعة من الرسوم الإسبانية الرائعة التي يعود تاريخها للفترة بين القرن الخامس عشر و القرن التاسع عشر, و يحتوي المتحف على أعمال رائعة لفنانين عظماء أمثال أليجو فيرناندز, و أنطونيو ديل كاستلو, و أخيراً جوليو روميرو ديل كاستلو.

 

حديقة بوتانيكو في قرطبة

تمتلئ الحديقة النباتية في قرطبة بالنباتات المزدهرة و الساحات الواسعة و النوافير, فهي بمثابة ملجأمن الطبيعة يهرب إليه الإنسان من إزدحام و صخب المدينة, يوجد بالحديقة أنواع نباتات من نباتات البحر المتوسط مثل الروزماري و نباتات الثمر الميس, و يخصص منطقة واحدة فقط للنباتات الزراعية و العطرية و الأعشاب الطبية و الخضار و الأشجار المثمرة.

 

الجسر الروماني

يعتبر هذا الجسر من بقايا الآثار الرومانية التي لاتزال في قرطبة, و هو جسر يمتد فوق الوادي الكبير, و كان قد تم بناء الجسر بعد فوز القيصر على بومبي العظيم.

 

كنيسة سان ميغيل

هذه الكنيسة من 14 كنيسة للرعية بُنيت بعد إعادة فتح قرطبة و تسمى هذه الكنائس بإسم فيرنانديناس, و كثير منها كان أصله مسجد و تم تجديده معظم هذه الكنائس بُنيت من بقايا مباني أخري, و ذلك يفسر سبب إحتوائها على أعمدة رومانية, و تضم كنيسة سان ميغيل آثار رومانية و إسلامية فريدة.

 

من أشهر الفنادق بقرطبة