أبدأ البحث

متحف تمر حنة.. تجسيد رموز الجهل والفساد ويتعرض لاضطهاد الحكومة

 متحف تمر حنة.. تجسيد رموز الجهل والفساد ويتعرض لاضطهاد الحكومة

متحف تمر حنة هو عبارة عن متجر للأحذية وتحول على يد ناصر الشربيني الرياضي والصياد السابق إلى معرض للفنون والتحف اليدوية والتي كان يصنعها بيده من الطين والورق وذلك للترفيه عن الأطفال الذين يأتوا لشراء الأحذية.

ومع بدء شعبية الفكرة والإقبال على متجره تحول الامر من مجرد ترفيه إلى متحف دائم وخصوصا بعد النكسات الشديدة التي عانى منها المجتمع المصري بعد الثورتين السياسيتين في يناير 2011 ويونيو 2013.

 

اضطهاد الحكومة

متحف تمر حنة

نظرا لتطور المعروضات في المتحف إلى تجسيد قوي لرموز الجهل والفساد التي تعرضت لها البلاد ليس فقط في الأزمنة القديمة ولكن أيضا في العصر الحديث، بدأ المتحف في ملاقاة المضايقات من الحكومة المصرية ليتعرض للهدم أكثر من مرة، لدرجة أن صاحبه ناشد وزارة السياحة للإبقاء عليه.

 

صوت من لا صوت له

متحف تمر حنة

ويستعرض الفنان ناصر الشربيني معاني الظلم والفقر والجهل من خلال نماذج وتماثيل حية توضح الإنسانية الغائبة في المجتمع وما يتعرض له الجميع من قمع، والكثير منها مستوحى من الحياة التي يعيشها المجتمع المصري الآن.

 

مش بس متحف ده كافيه ومطعم

متحف تمر حنة

والجديد في متحف تمر حنة ليس فقط أنه ينقلك إلى أكثر أعماق التاريخ ظلاما ويربط بينها وبين العصر الحديث بمهارة مدهشة، حيث أن الإسكندرية تحديدا وهي موطن المتحف الذي يقع في شارع الإبراهيمية تتميز بتاريخ غني للغاية.

فعروس البحر المتوسط تأثرت بالإمبراطوريات المصرية واليونانية والرومانية كما شهدت الكنيسة المصرية الأولى وتوسع الإسلام بالإضافة إلى دورها في ثورات الربيع العربي. 

وجمع ناصر أدلة مهمة من كل عصر من العصور وتبها في تناغم مدهش يوضح لك أقوع العصور التي مرت على المدينة وأشدها ظلاما أيضا. وهو ليس فقط متحف ولكن هناك مكان لتقديم الأطعمة بأسعار زمان بالإضافة إلى كافيه لتقديم المشروبات الساخنة والباردة.

 

هتشوف العجب هناك

متحف تمر حنة

بمجرد الدخول ستجد صاحب المتحف يقدم لك كوبا من الشاي المصري الأصيل لتواجه الوحش المخيف هيدرا وهو ينحدر من السقف مع الرؤوس المتموجة والتي يرمز لها الشربيني إلى العنصرية والجهل والفساد وغيرها من مشاكل اجتماعية، ليستحق عن جدارة اللقب الذي تم إطلاقه عليه كمتحف للإنسانية.

وعلى الباب ستجد تمثالا حزينا يبيع عبوات الأكاذيب والخيانة والغش والتزوير  والنهب وغيرها، وبين جنبات المتحف ستجد الثعابين والقرود والتي تعتبر استعارة مصرية فريدة من نوعها، ويمكنك التصوير بجانب أي من المعروضات.

والمميز بشدة في هذا المتحف أنه تحول بالفعل إلى فرصة رائعة للنقد الإبداعي وفي الوقت نفسه دون إهانة أي شخصية قوية سواء قديمة أو حديثة، كما أنك ستجده متجددا باستمرار وفقا للأحداث التي يمر بها المجتمع. لذا فهو يعتبر خروجة غير تقليدية على الإطلاق.